مصر بعد 25 يناير: الثورة المصرية أظهرت مدى عناد النظام وإصرار الشباب

السبت، 5 فبراير 2011

الثورة المصرية أظهرت مدى عناد النظام وإصرار الشباب

الثورة المصرية أظهرت مدى عناد النظام وإصرار الشباب
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن الانتفاضة المصرية أثبتت أن أكبر دولة من حيث عدد السكان فى الشرق الأوسط لن تكون مثلما كانت أبدا، وأن رياح التغيير عصفت بها بالفعل، ورغم أن الشباب أطلق على جمعة أمس "جمعة الرحيل"، إلا أن المتظاهرين الذين أثبتوا قدرتهم على التغيير وعدوهم الرئيس مبارك لم يبرح مكانه، لتبدأ بذلك حلقة صدام مطول بين حرس قديم يدرك مدى ترسخه فى المجتمع المصرى وبين مشاعر الاستياء المتنامية حيال مدى سرعة وكيفية التغيير.

وأشارت الصحيفة إلى أن هناك نوعا من المنافسة فى التصور والسلطة والصورة بين الجانبين، وأن التمرد الذى يستشعره هؤلاء الغاضبون حيال حكومة الرئيس مبارك، يقابله زخم حقيقى أساسه الجيش والجهاز الأمنى وزمرة ثرية رسختها علاقتها مع الحزب الحاكم.

ورأت "نيويورك تايمز" أن كل من الثورة ورد الفعل الذى استقطبته قدم رؤيته عن التغيير والفوضى، لاسيما مع تأجيج وزارة الإعلام لمشاعر السخط الشعبى حيال الانتفاضة التى دمرت الاقتصاد المصرى، ولكن الثورة ليست كالاستفتاء، وعلى ما يبدو يختبر الطرفان مرونة بعضها البعض على مدار معركة استمرت 11 يوما وشهدت تحولا ملحوظا كل يوم.

ورغم أن الحكومة المصرية فقدت بعضا من الدعم الذى تلقاه، إلا أنها لا تزال عازمة على ألا تتخلى عن مكانتها، التى يرمز لها شخص الرئيس مبارك، فضلا عن أن الأخير ربما يحاول عرقلة إجراء انتخابات مفتوحة والتوصل إلى حكم مدنى حقيقى، حتى وإن غادر، خاصة وإن الحكومة تحتكر العنف المسلح، وتتحكم فى ترسانة الأسلحة التى تمتلكها الدولة، وفى المقابل، أثبتت الثورة قدرتها على حشد الآلاف وإنزالهم إلى الشارع فى عرض رائع لصمودهم الذى لم يترك للحكومة خيارا آخر سوى الانخراط فيه.

"لا يزال هناك الكثير من أيام الجمعة"، هكذا أكد تيسير إبراهيم، أحد متظاهرى ميدان التحرير، ورغم أن الثورة لم تحسم نتائجها بعد، إلا أن الدولة لن تكون مثلما كانت أبدا، خاصة وأن الحكومة بدأت تتصدع جدرانها وينقلب مسئولوها أحدهم على الآخر، ومع التحريض على الخوف من الأجانب، وحشد مثيرى الشغب وتضييق الخناق على المعارضة، يواجه النظام حماسة ثورية لم يشهدها من قبل مع مطالب تزداد مع مرور الوقت.

"يوم الغضب" السورى يفشل فى جذب المتظاهرين لضعف المعارضة
على عكس المظاهرات التى اندلعت فى العديد من العواصم العربية، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن مظاهرة "يوم الغضب" السورية والتى كان من المقرر نشوبها أمس الجمعة فشلت فى استقطاب الجماهير للاحتجاج ضد حكم الرئيس بشار الأسد، مثلما جذبت نظيرتها المصرية مئات الآلاف للتنديد بالنظام، الأمر الذى اعتبرته الصحيفة أكبر دليل على ضعف المعارضة وضعف صوتها على تحدى أحد أكثر الأنظمة ترسخا فى المنطقة.

وقالت الصحيفة إن الحملات الإلكترونية على موقعى الفيس بوك وتويتر دعت السوريين للتظاهر يومى الجمعة والسبت فى دمشق ضد حكومة الأسد الذى ورث الحكم عام 2000 عن والده حافظ الأسد، الذى حكم البلاد لقرابة الثلاثة عقود بقبضة من حديد.

غير أن الهدوء ورذاذ المطر كانا المهيمنين على الأجواء فى شوارع دمشق أمس الجمعة، ومع ذلك، كان هناك وجود أمنى مكثف لقوات الشرطة أمام البرلمان، حيث أراد المتظاهرون بدأ احتجاجهم من هناك، وانتشر رجال الشرطة الذين يرتدون الملابس المدنية والسترات الجلدية السوداء الشهيرة بين قوات الأمن، فى مناطق متفرقة لتأمين البرلمان، بينما جلس آخرون فى سيارات بيضاء تابعة لجهاز الأمن.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن نشطاء سياسيين رفضوا الكشف عن هويتهم خوفا من الانتقام مثلما حدث مع آخرين أجريت معهم مقابلات قولهم "سوريا آخر دولة يمكن أن يتغير نظامها، فثقافة الاعتراض غير موجودة هنا، فهم قمعوها حتى قتلوها".


الجيش المصرى قادر على حسم الموقف بالإعلان عن تأييده لأحد الطرفين
ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية فى تقريرها المعنون "ولاء الجيش المصرى لا يزال غير واضح" أن الجيش قادر على حسم الموقف فى ميدان التحرير إذا ما أعلن عن ولائه لأحد الأطراف المتمثلة فى المتظاهرين والرئيس مبارك، وقالت إن المؤسسة العسكرية القوية فى مصر ليست هيئة دفاعية فحسب، مثل الجيش الصينى، وإنما تتحكم فى مجموعة واسعة من الفنادق والمصانع والشركات، ويعد قادتها من الطبقة النخبوية فى مصر.

"ضباط الجيش يمثلون الطبقة العليا من المجتمع"، هكذا أكد جنرال أمريكى سابق لديه خبرة واسعة فى الشرق الأوسط ومصر، ورفض الكشف عن هويته للحفاظ على متانة علاقته فى المنطقة، وأضاف قائلا "أكبر تساؤل أمام الجيش المصرى الآن يكمن فى إذا ما كان سيجرى تغيير واسع النطاق فى النخبة المصرية، وذلك لأن ضباط الجيش البارزون يشكلون جزءا كبيرا من هذه النخبة، وربما يكونون غير مبالين بشأن بقاء مبارك أو تركه للسلطة".

ورغم ذلك، يرى المسئولون الأمريكيون الحاليون والسابقون أن موظفى الجيش موحدون فى تأييدهم للرئيس مبارك "إذا كنت جنرالا فى الجيش المصرى، فأنت مدين بالفضل لمبارك، لأنه تم اختيارك على أيدى مبارك"، على حد تعبير مسئول فى الجيش الأمريكى لم يكشف عن هويته، لأنه لا يزال يتشاور مع القوات المسلحة المصرية".

وقال مضيفا "ما لديك هو البيروقراطيون الذين تمت ترقيتهم لأنهم كانوا مديرين جيدين وكانوا موالين للرئيس مبارك وطنطاوى".

وأعرب المسئولون الأمريكيون عن سخطهم حيال مقاومة طنطاوى الشديدة للتغيير أو الإصلاح من أى نوع.

لوس أنجلوس تايمز
التغير السياسى فى مصر سيعيدها إلى قلب العالم العربى
ذكرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية أن مصر تبوأت مكانة بارزة لعدة قرون قبل أن تتراجع بشكل كبير فى العقود الأخيرة، وكانت مركز العالم العربى، والقاهرة نواة التعليم والثقافة والقوى السياسية، وقالت إن الدولة تتغير مجددا بصورة مفاجئة من شأنها إعادة تشكيل المنطقة لسنوات قادمة، واستعادة مكانة كقلب للعالم العربى.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن هذا التغير يشمل الدين ودور الجيش ومعنى المواطنة فى المجتمعات الاستبدادية، ورغم أن موجة التغيير هذه ستزيد من تعقيد العلاقات مع إسرائيل وتفرض المزيد من التحديات بالنسبة للسياسة الخارجية الأمريكية، إلا أنها ستؤثر فى الوقت عينه على القوى غير العربية المتنامية مثل تركيا وإيران.

"مصر هى قلب عالمنا، وبات الأمر كأنك تختار بين رجل مريض فى العالم العربى، أو رجل سليم سيأخذنا نحو آفاق جديدة" هكذا صاغ شريف السيد ناشط معارضة فى البحرين.

وقالت "لوس أنجلوس تايمز" إن الإطاحة بحكم زين العابدين بن على، الرئيس التونسى المخلوع، الشهر الماضى كشف النقاب عن مدى الظلم السياسى والإحباط الاقتصادى الذى أحرق المنطقة، ولكن الوضع فى مصر مختلف، فهى ليست فقط دولة لأكثر من 80 مليون شخص، وأكبر دولة من حيث عدد السكان فى المنطقة، وإنما فهى موقع جامعة الأزهر، ومقر الجامعة العربية، فضلا عن أنها حاضنة لأعظم مواهب العربية فى مجالات الفن والإعلام والقانون والعلوم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة