مصر بعد 25 يناير: رغم مشاهد السلب والنهب :تكاتف جيران ولجان شعبية.. روح مصرية جديدة

السبت، 5 فبراير 2011

رغم مشاهد السلب والنهب :تكاتف جيران ولجان شعبية.. روح مصرية جديدة

رغم مشاهد السلب والنهب :تكاتف جيران ولجان شعبية.. روح مصرية جديدة


تكاتف جيران ولجان شعبية.. روح مصرية جديدة

شباب يأمنون منطقتهم بأحد شوارع القاهرة
شباب يأمنون منطقتهم بأحد شوارع القاهرة
أخبار مصر - سماء المنياوي ، إيمان أنور
من ظلام الليل يبرز دائماً شعاع ضوء يمتد ليصبح شمساً ساطعة تضئ ما حولها تبعث الأمل في النفوس، إنهم شباب مصرالذين يواصلون الليل بالنهار لحماية بيوتهم وينظمون المرور، فضلاً عن تكاتف الجيران الذي ميّز هذه الأزمة في بر مصر.
لطفي علي ومحمود أحمد شابان يدرسان الهندسة بإحدى الجامعات الخاصة، يواصلان الليل بالنهار ما بين قيامهم بحراسة المنطقة أو مشاركتهم في المظاهرات بميدان التحرير.
ويرى لطفي أن تلك الأحداث أفرزت أفضل ما في الشعب المصري فقد أظهرت تكاتف الجيران وحرصهم على بلدهم، ويدعو إلى إستمرار اللجان الشعبية في أداء عملها إلى أن يستتب الأمن، بل ويطالب بإنشاء جمعية أهلية لتلك اللجان شريطة ألا تكون ذات طابع سياسي.
وأوضح لطفي أنه يجب أن تكون مهمة تلك اللجان قاصرة على حماية الأرواح والممتلكات والقيام بدور تكافلي بين الجيران.
ويؤكد زميله محمود أن تخوّف الناس من وجود أسلحة بأيدي اللجان الشعبية لا داعي له لأن وجود مثل هذه الجمعية سيقنن ويضبط أداء تلك اللجان.
وأضاف أن الشرطة وحدها ليس بمقدورها منع عدد من الجرائم في الوقت الذي إستطاعت فيه تلك اللجان الحد من الجرائم بمجهودات ذاتية.
الجيران تبتسم
ومن مدينة نصر، تقول عالية حسين الموظفة بأحد البنوك الأجنبية، الناس أصبح الجيران يبتسمون في وجه بعضهم وأصبح سكان الحي أكثر وداً وتعاوناً.
وتوضح عالية، "كنت أحمل أشياء ثقيلة من مستلزمات البيت ففوجئت بأحد رجال الحي يمد يده بالمساعدة."
ويقول عبد الرحمن محمد الطالب بكلية التجارة بالعجوزة: "الناس أصبحت تخاف على بعضها.. لم نعد نسمع عن حوادث تحرش أو مضايقات."
ويضيف: "خلقت تلك الأحداث رابطاً بين أبناء الحي الواحد.. كنا لا نعرف بعضنا.. أصبحنا أصدقاء."
أما دعاء حمدي الطالبة بكلية الآداب من بولاق الدكرور: "لم يسبق أن شعرت بمثل هذا الأمان. جيراني وأبناء الحته يحمون البيوت ويحموننا."
وتضيف: "ألا يكفي إننا لم نسمع عن ظاهرة تحرش واحدة أو عملية سرقة (عدا أعمال البلطجة)."
التفتيش ليس مضايقات
من جانبه ، يقول خالد نصر الطالب بالصف الثاني الثانوي: "أقف يومياً منذ مساء الجمعة 28 يناير في منطقة الصحفيين نتناوب مع أهالي العمارة والحي في حراسة أهالينا منعاً لوصول البلطجية."
ويضيف أنهم وضعوا متاريس ونقاط تفتيش من اللجان الشعبية عند كل مفرق وبخاصة في الشوارع الداخلية.
وقال: "حتى لا نثقل على الناس في عمليات التفتيش عملنا إشارة متفق عليها تتغير يوميا (مثل تحريك المساحات أو تشغيل النور) لنعلم أن تلك السيارة قد تم تفتيشها من قبل فلا نعترض طريقها أو نعرضها لتفتيش دقيق."
ويضيف أحمد مصطفي (26 عاما) المحاسب بإحدى الشركات الخاصة: "بعض من ضباط الجيش والشرطة من أبناء الحي ساعدونا في عمليات تنظيم أنفسنا."
لجان وحماية ممتلكات
ويقسم شباب اللجان الشعبية إلى مجموعتين واحدة تقف عند المتاريس لتفتيش السيارات والمارة من غير أبناء الحي وأخرى للتمركز أمام المنازل رداً لأي هجوم.
من جانبه، قال محمد بهاء - طالب فى كلية الهندسة بالجامعة الالمانية ويسكن بالمهندسين - هنالك فارق ما بين اللجان الشعبية والمواطنين الذين يحمون منازلهم، فاللجان الشعبية تقوم بالتمركز في منطقة معينة وتفتش كل من يعبر للتأكد من سبب مروره بالمنطقة وإن كان من السكان أم لا، أما ما نقوم به نحن فهو حراسة منازلنا على فترات مقسمة على كافة السكان منذ بدء أعمال البلطجة.
فيما ، قال كل من عبد الفتاح عبد الله وكمال رمزى وفريد فهمي -حراس المبنى الإداري لنادي وادي دجلة بشارع شهاب بالمهندسين - إنهم قسّموا أنفسهم على فترات صباحية ومسائية لحماية المبنى وما يجاوره من محال خلال الأيام الأخيرة نظراً للدمار الكبير الذي تعرض له شارع شهاب.
وأوضحوا أنه يتم القبض يومياً على أعداد جديدة من اللصوص مع الإشارة إلى إنحسار أعدادهم في الأيام الأخيرة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة